هلوسات أردنية - حصريا لمنتدى الصالحي

سهرة شباب

جرت العادات والتقاليد .. إنه اليوم اللي قبل العرس يكون سهرة للشباب .. وثاني يوم غدا وفاردة وكان الله بالسرّ عليم ..

والله دقيّت سلف وحكيت يا ولد روح قوم بالواجب .. هادول نسايبك وما قصّروا معك في المناسبات السعيدة والحزينة .. المهم وصلت على السهرة .. وهات يا مباوسة! طبعا كورس كامل .. بوسة على اليمين وسبعة على الشمال .. وهلا وهلا بنسيبنا نوّرت .. شو بدكوا ببطولة أسيا للناشئين ..

المهم ..

كانت السهرة برعاية فرقة "إكسX" للفنون الشعبية .. إكسX وما ادراك ما إكسX ..

إكسX احترف الغناء منذ سنة تقريبا .. وذلك بعد ان جرّب حظه كحلاق .. ولكنه لم يفلح .. الحلاقة كانت توخذ معه ساعة! 10 دقايق حلاقة و50 دقيقة دندنة وطرب خلال الحلاقة .. كان الزبون تفقع مرارتوا وهو بيستنى .. وفي احدى المرات .. احد الزبائن "الله لا يوفقوا" لدّ على إكس وحكالوا: يا زلمة صوتك "مش بطّال"!

والله إكس ما حب يفشّل الزلمة .. راح جاب اورغ وشبّابة وواحد على الدي جيهDJ وعمل فرقة ..

بس الفريد بإكس إنه ثري إن ون(three in one)! يعني ماسك هال مايك الوايرليس(wireless mic) ونازل يدبك ويرقص مع الشباب .. ونازل يحيّي عن جمب وطرف! واحلى ابو وريكات واحلى ابو حميد واحلى ابو نسور واحلى وحدة اللي بالنصّ .. ما ترك حدا من شرّه .. والله العليم إنه كان سالخلوا قنينة سبيرتو مع حبتين صليبا .. عشان "ترندل" معه ..

وبينما إكس يشدو بأعذب الألحان .. والشباب تدبك الشمالية .. وإذ بإكس ينتقل نقلة نوعيّة من "جفرا وهاي يالربيع" إلى "الشعب العربي وين" .. لخمني أقسم بالله! طبعا الشباب شاشت على سيرة الشعب العربي وين .. واللّويح كان ينطّ 2 متر عن الأرض على سيرة الحجار والاستعمار .. اشي بيفرح ..

وكلّه كوم .. والشبّابة مان كوم تاني! من أول ما جيت وهو ماسك هال شبابة ونازل يشبّب بين الحضور الكريم .. عامل جو مزبوط .. وما ضل حدا إلا راح عندوا وقعد يشببلوا .. وشوي ينط بين الدبيّكة .. بس أنا ما كنت فاهم كيف كان صوت الشبابة طالع مع المطرب "أسف على تسميته مطرب" .. حتّى لما إجى يشبّب عندي .. بطلع على الشبابة بلكي شابك فيها مايك زغير إشي .. ابدا!

شوي .. وحدثت الصدمة! الشبابة مان حاطط الشبابة بجيبتوا وقاعد بيدخن!! وصوت الشبابة ما زال مستمر مع الاغنية! يعني الزلمة طلع مجرد صطنط .. دمي فيرجن(Demo version) .. يعني بالعربي فاكتييس!! بالزبط زي لمّا تغني هيفاء وهبي بلاي باك(playback) بالحفلات .. عشان صوتها بيخزي وبلاش تنفضح على الملأ ..

سلخت كاسة الشاي .. ورنيّت على اهلي يطلعوا .. وقمت أخدت كورس المباوسة كمان مرّة .. على نيّة إني أجي تاني يوم على الغدا ..


حديث جانبي خلال الترويحة ..

- شو هاد!! عجئة وولاد زغار و واع و ويع!
- يلا بسيطة يمّه .. واجب وقضيناه
- اولتك والله! لأ وجايبين مسجل زغير وحاطين على فن إف إم! يعني الصبايا رقصوا على الاعلانات التجارية اكتر من الاغاني!
- احسن من الكندرجي اللي كانوا جايبينوا يغنّي!
- اه صح .. مين هاد اللي كان يجعّر عند الزلام؟ انا فكرته واحد من صحاب العريس
- لا يمّه .. هاد مطرب وإله فرقة كمان
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. بس شكلكوا انبسطوا تحت؟
- انبسطنا؟ طب يمّه خليني ساكت بلاش افوت بالقلاب اللي قدامي هسّه!

مناسف تهجري حبّي مناسف:

صار الحكي إنّه نصلي الجمعة ونظل جايين دايركت (direct)عال غدا .. شكلوا العرض ساري حتى نفاذ الكمّية .. والله ما كذّبت خبر .. خلصت الصلاة من هون وطلعت من هون .. أخذت الحجة وحمودي وقصدت باب الكريم ..

المشكلة بموضوع الغدا .. خاصة إنوا غالبا ما بيكون يوم جمعة .. انوا بيلمّ عالم من كل صوب وطرف .. اي واحد بيكون طالع من المسجد وبيشوف شادر منصوب .. بيفوت .. بيعرف العريس بيعرفش العريس .. مش مهم، غير اللي بيروح على البيت بيجيب ولاده .. غير اللي بيكون عارف عن الغدا قبل بيوم .. فبيوصّي مرتوا انها ما تطبخ .. يعني بتكون عامل حسابك على 300 شخص .. ما بتلاقي غير نص الأردن مصفّطين تحت هال شادر ..

والله وصلنا عند بيت العريس، ونزلوا اهلي عند البيت .. وانا دخلت عند الزلام ..

طبعا كورس المباوسة لا بد منّه .. لا ألم زاد ولا ألم نقص .. كوبي بيست(copy paste) عن السهرة ..

قعدت على احد هال كراسي .. واخدت نظرة خاطفة على العالم .. وإذ بهم وكأّن على رؤوسهم الطير! ما حد قاعد بيحكي مع حد .. الكل صافن بالأرض .. وزي اللي بيستنوا عزرائيل يوخدهم قلم قايم ..

شوي بلّشوا ينصبوا المش عارف شو اسمهم هادول .. وولاد صغار حاملين اباريق وضو وبشاكير وفلقة صابونة بنفسجية اللون .. عفنية الرائحة .. وبيلفوا على العالم .. يعني صار في أكشن(action) بالقعدة .. والعالم بلّشت تبتسم وتتجاذب اطراف الحديث .. في انتظار المولود القادم ..

وفي غمرة هذا النشاط .. وإذ بدوي العيارات النارية يسمع من مسافة 20 مترا .. مؤذنا بوصول أول صدور المنسف .. وعينك ما تشوف إلا النور .. جيش من الشباب كل واحد حامل صدر وداشع ناحية الشادر .. وفي غضون دقيقتين .. كان نازل 50 صدر منسف!

عاد الصمت ليخيم على الحضور لبرهة .. الخجل مقطّع بعضه .. فقام واحد من الشباب .. دبّ ايد باحد الصدور .. والايد التانية رافعها بالهوا وقال: شباب بسمالله! وكأن الظاهر بيبرس قد أمر جيش المسلمين بالهجوم على التتار .. فلم يبقى أي احد في محلّه .. كل واحد شافلوا صدر يوقف عندوا .. وبدأت المعركة.. حد بدّو شراب .. شراب يا اخوان .. ايوه شورب هون .. مين ما نزل على صدر لسّه

انا انسحبت بهدوء خارج الشادر .. ورحت عند أبو نسب .. وحكيتلوا: أبو حميد!! فش معالق؟ حكالي: إبشر!! هسّه بتكون عندك! وقفت بزاوية لحين وصول المعلقة .. ومين يشوفني؟ ابو العريس!! كان يوم أغبر مهو.. إجى عليّ معصّب وحكالي: يا زلمه لايكون مستحي! روح دبّ عند صدر من هال صدور! إنتا محلّي ما بدّك عزومة .. استحيت احكيلوا اني بستنى المعلقة .. وحكيت في بالي: اي شو بدّو يصير يا ولد؟ الموت مع الجماعة رحمة .. شمّرت عن ساعدي .. وغزيّت راس باحد الصدور المتناثرة .. والله نوت باد أت اول(not bad at all) انوا الواحد ياكل بايده .. مع اني ما بستمتع بس عادي ..

شوي .. حدثت الطّامة الكبرى!!! إجى نسيبي وأنا بوكل وحكالي: أبو الرييمممم!! هاي المعلقة!! قوبلت بنظرات استهجان ما أنزل الله بها من سلطان! ول على شو!! والله لو إني سابب عليكوا واحد واحد مهو هيك! حكيتلوا لأ خلص صرت مبلّش يعني .. وكمّلت بأيدي ..

انتهى العرس التقليدي .. والي غسّل غسّل .. واللي نقّط نقّط .. والي شلّف شلّف .. ربع ساعة كان الشادر يخلو من الحشد .. اللهم الشباب اللي كانوا يضيفوا نزللهم الباك اوردر(back order) .. طبعا مع نسايبي والاصدقاء المقربين .. صدور تواصي الله وكيلكوا ..

أنا نقطّت العريس .. بس الله رحمني من كورس المباوسة .. ما حد كان فاضي يتطّلع بخلقتي حتّى .. وبعتت ولد زغير ينادي الحجة من جوّه "معيش رصيد لأنه .. بس فالح أنقّط" .. وركبت السيارة .. وعدت أدراجي سالما ..

ملاحظة: مهما كان الغداء متعوبا عليه .. فلا بدّ من أن تسمع تعليقات مثل:

اللحمة كاوشوك! الجميد مش أصلي .. مغشوش بلبن كأنوا .. الرز مكتّل وإلا مش عارف شو .. فصفّت إنك تجيب رز حيالله ولحم بلغاري وجميد عادي .. هي هي يعني ..